ياد فؤاد عبدالحي - قَصَص موتى ((سيل جدة))،،!!!
حَضَنَ أُمَّهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّهُ الحُضْنُ الأَخِيرْ،،!
غَادَرَ عُشَّهَا كَعُصْفُورٍ صَغِيْر،،
بِيَدِهِ اليُسْرَى قَلَمْ،، وفِي اليُمْنَى كَأسُ لَبن،،
بَعْدَ حِينْ،،
جَلَبُوهُ لَهَا مَلْفُوفاً فِي كَفَنْ،،!!
&&
قَالَتْ لأَبِيهَا أَلْقَاكَ بَعْدَ الظَهِيْرَة،،
ولَمْ تَعْلَمْ أنَّهَا النَظْرَةُ الأَخِيرَة،،!
لَمْ تَتَخَيَّلْ أنَّ قَطْرَةً مِنَ المَطَرْ سَتجْعَلهَا أَسِيرَة
ظَلَّتْ فِي المَدْرَسَة،،
مِئَاتُ الطَالِبَاتْ،، عَشَرَاتُ المُعَلِّمَاتْ،، والمُدِيرَة،،!!
وَطَالَ الانْتِظَارْ،،!
وَمَا زَالَ الانْتِظَارْ،،
فالأَبُ قَدْ مَاتَ إثرَ صَعْقَةِ تَيَّارْ،،!!
&&
فِي الصَبَاحْ،،
اجْتَمَعُوا حَوْلَ المَائِدَة
ووَجْبَةُ الإفْطَارِ الأخِيرَة
أبٌ وأمٌ وإبنٌ وبِنْتَانْ
فِي المَسَاءْ
الكُلُّ فَوْقَ السَّطْحْ
لا غِذَاءْ،، لا اتِّصَالْ،، لا كَهْرَبَاءْ،،
وطَاوِلَةُ الطَعَامِ تَطْفُو فَوقَ المَاءْ،،!!
&&
عَرَبَةٌ فَوْقَهَا سَائِقهَا
والسَّيْلُ يَجْرفُهَا
والجُمُوْعُ تَصِيْح:
حَبلْ،، حَبلْ،، حَبلْ،،!!
وفِي لَحْظَة
اخْتفَى الرَّجُلْ،،!
و(سَاهِرٌ) شَاهِدٌ عَلَىْ مَا حَصَل،،!!
&&
قَبْلَ شَهَرْ
الأَمِينُ يَدْعُو اللهَ أنْ يَهْطُلَ المَطَرْ
كَيْ يَكْسِرَ حَاجِزَ الخَوْف، ويُثبِت أنْ لا خَطَرْ،،!!
و..
هَطَلَ المَطَرْ،،!!
و..
لَيْسَ أعْلى الآن مِن (آآآه) القَهَر،،!!