غ ـير البشر .
تاريخ التسجيل : 08/06/2010 عدد المساهمات : 313 الجـنـس :
| موضوع: كن كإناء العسل الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 1:55 pm | |
|
كن كإناء العسل
مررت ذات يوم في سوق يكتض بالناس وفيه المارة كانهم نهر يجري منبعه الافق البعيد
اختلطت فيه صنوف البشر الوان واشكال وتمازجت الاصوات فكانت مزيج دويّ وأزيز
سرحت عيني هنا وهناك وذهبت ترمق البضائع بكل اصنافها
وكأنها قطع ماسية تتلألئ بانعكاسات الشمس وتهافت النفس لاقتنائها او الظفر بها
وقد يوجد في هذا السوق من انواع البضائع العديد العديد منها الفريد ومنها الجديد
ومنها من وجوده مثل عدمه لا حاجة له سوى اكمال الصورة كصدأ الحديد
ومن بينها لفت انتباهي بائع العسل الواقف في وسط الطريق
عندما وضع اناء فيه عسل على طاولته لكي يتذوقه المارة فيغريهم بالشراء ويدلل على بضاعته الغالية
وما حث انتباهي على التركيز هو عجيب صنيع هذا الاناء المتواضع بمحتواه النفيس
وعطائه لكل من مر عليه من جاد وعابث ومن كان للفرص مغتنم ومن كان بالشراء معتزم
وكيف انه لم يتغير ولم يتبدل مع تغير انواع البشر او نواياهم او حتى افعالهم
فمن مر به كانو يختلفون باشكالهم واجناسهم واخلاقهم
كان منهم الغني الكريم ومنهم الفقير اللئيم ومنه المستعف الحليم ومنهم ذو فساد اخلاق مستديم
جميعهم مروا من امامه وارتشفو منه قطرات واكثر... ليتذوقوه سواء كانوا جادين ام عابثين
ومنهم كثير مستغنمين ....يتحينون الفرص المجانية ولكنه ضل صامد صامت شامخ
بعطائه الغير منقطع والغير متبدل مع تبدل صنوف البشر
السؤال الذي تبادر الى ذهني في وقتها
لم كان عطائه ثابت على اختلافهم؟؟؟
لم لم يعطي هذا عسل حلو وذاك عسل مر ؟؟؟
لم لم يمنع اللئيم من نفسه وملّك الكريم؟؟؟
لانه وبكل بساطة
لديه قاعدة بالحياة يتعامل بها ....وبها يفخر
الا وهي
{أن كل إناء بما فيه ينضح}
فمن كان اصله الطيب في فعله وقوله واخلاقه لن يتبدل مع من يعاشر ويخالط
فهو ينفع ولا يضر ولا يتأثر بضرر لانه ثابت واثق بثقة الجبل
تمر السيول من على ظهره وتاخذ من خيراته ومنافعه وتحملها معها في طريقها وتوزعها على ارض جرداء لم تنبت بخير قط
سوا من خيرات هذا الجبل الذي ضل صامدا معطاء طوال تلك السنين
فلا ضره مرور السيل من على ظهره ولم يتاثر من جريان النهر بخيراته
وهذا ما يجب ان يكون عليها المسلم
شامخ بعطائه كالجبل ثابت بما احتواه كأناء العسل
والكريم منا من كان يتحلى بصفة اخيرة وهي المسامحة والبذل
على لئم ما يلقى من البشر ...كريم كالشجر
كلما قطع منه غصن سارع بانبات غصن جديد وبادر بتوفير الظل على من بادر بالقطع
فالشجرة عادلة مبادرة لا تراها تنبت الظل على بيت رعاها وتمنعه عن بيت قطع اغصانها
ولكنها تمد على قدر القطع احيان وفي كثير من الاحيان يكون الانبات اصله التقطيع فلو لم تقطع لما انبتت
وهذا اصل الكريم انه يسامح عندما يستطيع على المعاقبة ولو لم يستطعها لما كان مقبول منه المسامحة
لانه لا يملكها في حينها اصلا
كن كأناء العسل
| |
|
جايه من قوقل مشي عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/03/2010 عدد المساهمات : 950 الجـنـس :
| موضوع: رد: كن كإناء العسل الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 9:48 pm | |
| مشكور غير البشر قصه راااائعه | |
|
نـسايم لـيـل,, عضو ملكي
تاريخ التسجيل : 29/03/2010 عدد المساهمات : 1140 الجـنـس :
| موضوع: رد: كن كإناء العسل الأربعاء ديسمبر 22, 2010 6:49 am | |
| قصة رااااائعة ومفيدة
جزاك الباري جنة الفردوس وننتظر جديدك
تقبل مروري | |
|